SHARE

في كل عام تنتشر قصص زائفة جديدة ويعيد بعض (المضلِّلين أو البسطاء المضلَّلُون) نشر ومشاركة بعض القصص الأسطورية الزائفة، ومنها على سبيل المثال.

أمثلة عن القصص الزائفة

قصة طير الأبابيل:

يعمل بعض الناس على ربط قصصه الزائفة بالقصص الدينية (فإن عارضت قصته “الزائفة” فأنت تعارض صحيح الدين)  فقصة عثور رجل تركي على طير الأبابيل (يُعاد نشرها باستمرار) والحقيقة أن الطائر المسكين ليس سوى (السمامة الشائعة Common swift)، وكلمة أبابيل لاتصف نوعاً من الطيور بل معناها المعجمي في معاجم اللغة هو ((الأبابيل: الجماعات من الطيور، ومفردها إبَّال)).

الصقر الذي يستعيد شبابه:

تنتشر قصة الصقر الذي يستعيد شبابه بعد بلوغه سن (40 عاما) عن طريق نتف ريشه وكسر مخالبه ومنقاره والاعتكاف خمسة شهورفي عشه منتظراً نمو الريش والمخالب والمنقار وبعد انتهاء الاعتكاف يحلق في السماء وكانه ولد من جديد ليعيش بعدها (30 عاما إضافية) ليناهز سن (70 عاما) والحقيقة أن متوسط عمر الصقور في البراري من (10 إلى 20 عاماً)، والصقر يعيش حياة طبيعية فيكون فرخاً ثم يافعاً ثم ناضجاً متمتعاً بحيوية الشباب إلى أن يشيخ ويموت، وليس هناك اعتكاف او نتف أو تكسير منقار.

قصة اختيار أنثى النسر لزوجها:

على الأغلب ستجد مؤلف فيديو هذه القصة يستخدم صور طيور العُقاب رغم أنه يتحدث عن النسور (وذلك لضمان نشر أكبر قدر ممكن من الزيف والجهل) حيث تقول القصة أن أنثى النسر تقوم بالتحليق عاليًا وتحمل عودًا من غصن شجرة، وعندما يتجمع النسور الذكور حولها، ترمي العود وتشاهد من يستطيع الإمساك به، وتكرر هذه العملية مرارًا وتكرارًا، والذكر الذي يظل يعود بها يُختار كزوج، والعبرة في هذا السلوك هو إظهار حكمة وتفاني الأم في اختيار والد قوي قادر على رعاية الأفراخ في المستقبل، حيث يتوجب عليه التقاط النسور الصغار عند سقوطهم أثناء تعلم الطيران (ماشاء الله أنثى النسر لديها ماجستير في التخطيط الإستراتيجي المستقبلي)، والحقيقة أن هذه ليست سوى قصة زائفة لأن سلوك الطيران هو سلوك غريزي فطري، مثلما تكبر القطط فتبدأ الحركة ثم المشي ثم الجري، تكبر النسور وتبدأ تتمرن وتحرك الجناحين، ثم تحاول أن تطير مسافات صغير اقل من متر فوق العش … وحين تستشعرالقوة في الجناحين تبدأ الطيران مثلها مثل جميع الطيورالصغيرة كالعصافير والكبيرة كالبط والإوز والبجع والبوم والجوارح.

قصة الأسد سكارفيس:

تنتشر الشائعات حول الأسد الشهير بأنه كان يحكم دولاً كاملة، وعند وفاته اجتمعت الكثير من الحيوانات وبكت عليه جميع إناث الأسود … والحقيقة أنه مات وحيداً وقام بتصويره لحظاته الأخيرة  الصديق العزيز (مصطفى البرلسي) مصور الحياة البرية الذي يقيم في كينيا ضمن مشروعه السياحي البيئي المتميز (Talek bush camp

 

لماذا تنتشر القصص المزيفة والأسطورية أكثر من القصص الحقيقية والعلمية فيما يتعلق بالطيور والحياة البرية؟

انتشار القصص الزائفة المتعلقة بالطيور والحيوانات البرية بدلاً من القصص الحقيقية والمعلومات العلمية يمكن أن يُعزى إلى عدة عوامل منها:

  1. روعة وجاذبية القصص الزائفة:

   – لو أخبرتك أن هناك نوعاً من الثعابين في محمية وادي دجلة يزحف بهدوء في الليل باحثاً عن طعامه، لوجدته أمراً طبيعياً لايثير الاهتمام، ولكن لو اخبرك أحدهم ان هناك نوعاً من الثعابين يطير مسافة في الهواء فقد تستوقفك القصة المثيرة للاهتمام، لأن القصص الزائفة غالبًا ما تكون أكثر إثارة وتشويقًا من الحقائق العلمية. الناس يميلون إلى الانجذاب إلى القصص التي تثير دهشتهم أو عواطفهم.

  1. سهولة الوصول والمشاركة:

   – في الماضي كانت القصص الأسطورية تتناقلها الاجيال وتحتاج زمناً طويلاً للانتشار، ولكن حالياً في عصر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، من السهل جدًا نشر وتبادل المعلومات، سواء كانت صحيحة أو زائفة. القصص المثيرة تنتشر بسرعة لأن الناس يحبون مشاركتها مع الآخرين.

  1. التأثير النفسي (الإثارة والتشويق):

   – الناس يميلون إلى تذكر القصص المثيرة والغريبة أكثر من الحقائق العلمية المجردة. هذا يجعل القصص الزائفة أكثر تكرارًا وانتشارًا.

  1. قلة الوعي العلمي:

   – كثير من الناس يفتقرون إلى المعرفة العلمية الكافية لتمييز بين الحقيقة والزيف. نقص التعليم العلمي يجعلهم أكثر عرضة لتصديق ونشر المعلومات غير الدقيقة.

  1. الأهداف التجارية:

   – بعض المواقع وبعض الناس تنشر القصص الزائفة لتحقيق مكاسب تجارية. القصص المثيرة تجذب المزيد من القراء والمشاهدين، مما يزيد من الإعلانات والإيرادات.

  1. التحيزات الثقافية والاجتماعية:

   – بعض القصص الزائفة تستغل التحيزات الثقافية والاجتماعية والمعتقدات الشائعة لتصبح أكثر قبولاً وتصديقًا.

  1. نقص التحقق:

   – في كثير من الأحيان، لا يقوم الناس بالتحقق من صحة المعلومات قبل نشرها. القليل من البحث والتحقق يمكن أن يمنع انتشار الكثير من المعلومات الزائفة.

 

لمكافحة انتشار القصص الزائفة، من المهم تعزيز الوعي العلمي، وتشجيع الناس على التحقق من مصادر المعلومات، ونشر المعرفة العلمية بطرق جذابة وسهلة الفهم.


SHARE

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *